أجريَ تحقيق استقصائي حول أرباح فصيل “هيئة تحرير الشام” المعارض والمدعوم من تركيا، خلال عمليات تهريب البشر من شمال سوريا إلى داخل الأراضي التركية. تهريب البشر
وبحسب التحقيق الذي أعدّته شبكة “أريج” بالتعاون مع موقع “فوكس حلب”، فإنّ “هتش” جنت مئات الآلاف من الدولارات نتيجة تنظيم عمليات التهريب من ثلاث نقاط حدودية تتحكم بها، وهي حارم والعلاني ودركوش.
وأشار المصدر، إلى أنّ رحلة التهريب تبدأ بقطع وصل بمبلغ 50 دولاراً يتقاسمها مكتب الهيئة ومندوب معتمد منها، وهو موظف من قبل الهيئة تقتصر مهمته على التنسيق بين المهربين.
ومن خلال كاميرا مخفية، وثّق فريق التحقيق عمليات الدفع المبرمة مقابل إيصال العبور، لإثبات صحة الرسوم المفروضة ومعرفة طرق التهريب المعتمدة لدى هئية تحرير الشام.
وتمكّن الفريق من الحصول على إحصائيات من “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” تعود إلى مخافر تابعة للهيئة، تكشف عدد السوريين الذين عبروا باتجاه الحدود التركية.
فقد بلغت الإيصالات الممنوحة للموطنين العابرين 49032 إيصالاً، بقيمة نحو مليون و225 ألفاً و800 دولار، أي ما يعادل قرابة 300 ألف دولار شهرياً، وهي حصيلة قيمة المرور فقط، خلال الفترة الزمنية التي يغطّيها التحقيق.
وأما عن عدد المبالغ المدفوعة للسيارات وصل لنحو خمسة ملايين ليرة سورية (2285 دولاراً) ، وثلاثة ملايين و650 ألف ليرة سورية (1666 دولاراً) لورقة المحرم، ويدفع الركاب العائدون، من الذين لم تتح لهم الفرصة بالدخول، إيجار السيارات -أيضاً- مبالغ تقدّر بنحو أربعة ملايين ليرة سوريّة (1827 دولاراً).
وبحسب شهادات “المهربين”، فإنّ البيانات المعلن عنها في الإحصائيات أكبر بكثير، كونها لاتشمل حالات الذين لم يتمكنوا من العبور إلى تركيا ومن ثم عاودوا الدخول مجدداً بعد الإمساك بهم، وحاولوا الدخول لاحقاً.
وفي المقابل، برّرت “تحرير الشام” اقتطاع إيصالات مالية من السوريين، بذريعة “تنظيم عملية التهريب، وحماية الناس من اللصوص”.
وأشار التقرير، إلى أنّ الكارثة تكمن في أنّ عائدات التهريب تعزّز من نفوذ “هيئة تحرير الشام” في ممارسة الانتهاكات بحق السوريين.
وفي أواخر العام (2015)، أنشأت هئية تحرير الشام، (جبهة النصرة) مكتب أمن الحدود التابع لها، من أجل تنظيم عمليات التهريب إلى تركيا.
الجدير بالذكر، أنّ تركيا أغلقت حدودها مع سوريا، مما دفع بالكثير من فصائل المعارضة “العمل بهذه المهنة”، والتي تدرّ الكثير من الأموال (العملة الصعبة)، من خلال دخول السوريين إلى تركيا عبر الطرق غير الشرعية، التي تكلفهم حياتهم في حال أطلق حرس الحدود التركي النار على الوافدين، أو من خلال دفع المبالغ المالية الضخمة للمهربين، أو تعرضهم للسرقة وفقدان كافة مايمتلكون في سبيل الوصول إلى تركيا. تهريب البشر